/ الفَائِدَةُ : (38) /

30/10/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / كلمة (ثُمَّ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : أَنَّ المراد من كلمة : (ثُمَّ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة ـ منها : 1ـ بیان قوله تعالىٰ : [وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى](1). 2ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : « إِنَّ الله خَلَقَنِي وخَلَقَ عَلِيّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أَنْ يَخْلُقَ آدم عليه السلام حين لا سماء مبنيَّة ، ولا أرض مدحيَّة ، ولا ظُلْمَة ولا نُور ولا شمس ولا قمر ولا جنَّة ولا نار ، فقال العبَّاس : كيف كان بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : يا عَمّ ، لَـمَّا أَراد الله أنْ يخلقنا تكلَّم بكلمة خَلَقَ منها نوراً ، ثُمَّ تَكَلَّمَ بكلمة أُخْرَى فَخَلَقَ منها روحاً ، ثُمَّ مَزَجَ النُّور بالرُّوح ... فلمَّا أَرَادَ الله تعالى أَنْ يُنْشِئَ خَلْقَه فَتَقَ نوري فَخَلَقَ مِنْهُ العرش ؛ فالعرش مِنْ نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل مِنَ العرش ، ثُمَّ فتق نور أخي عَلِيّ فَخَلَقَ مِنْهُ الملائكة ... ثُمَّ فتق نور ابنتي فخلق منه السَّماوات والأَرض...»(2) ـ ليس معناها المعهود (التَّراخي الزَّماني) ؛ إِذ العوالم الفوقيَّة ـ كعَالَم النُّور والسَّرمد (عَالَم الأَسماء والصِّفات الإلهيَّة) وعَالَم الدَّهر ـ ليست من عوالم الأَجسام ؛ كيما تكون لها : مقادير ، وزمان ، ومكان ، وهذا ما أَشار إليه بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله المُتقَدِّم ، بقوله : « ... حين لا سماء مبنيَّة ، ولا أَرض مدحيَّة ، ولا ظُلْمَة ولا نُور ، ولا شمس ولا قمر ... » ، بل المراد : تراتب وتعاقب عوالم ، وإِنشاء ونشأة في عَالَمٍ مُتأَخِّر ؛ وَأَقلُّ كمالاً من سابقه. ومنه يتَّضح : عنوان : ( السبق ) و( التأَخُّر) الواردان في بيانات الوحي المعرفيَّة أَيضاً ؛ فإِنَّ المراد من : ( السبق ) : أَطوارُ ومراتبُ كمالات وعُلُوّ مقامات . والمراد من : ( التأَخُّر ) : اِنْحِطَاط ونقص في الكمال. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النجم: 7ـ 10. (2) بحار الأَنوار، 15: 10/ح11. كنز الفوائد: (مخطوط)